• Accueil
  • > Archives pour le Jeudi 20 septembre 2007

حسيس غريب

20092007

   pharecapfalcon.jpg         dauphin4.jpgpecheur.jpg ان متعة الصيد بالنسبة لي، لا تكمن فقط في إخراج السمك من البحر .( أحيانا   أرجع إلى المنزل بدون الحصول على سمكة واحدة ) .. و إنما تكمن على الخصوص في سحر الطبيعة و البحر الجذاب و هدوء الليل .. فتذوب فيهما روح الإنسان .. فيشعر و كأنه جزء مندمج مع هدا الكون الرائع و المترامي الأطراف فتغترف من بهائه و سحره.. و تكتشف معنى الهدوء و الراحة و الطمأنينة التامة .. بعيدا عن صخب  »الحضارة » .. و ضجرها .. و جنونها ..             

و هكذا .. عندما أكون أثناء الصيد، غارقا في هدا الجو الساحر اللطيف، لا أحبد أن يزعجني أحد بالحديث أو يزاحمني في خلوتي لسبب من الأسباب . و في لحظة غير منتظرة من الليل الدامس، اقترب مني صديقي الرسام « ط » بعدما ترك ركنه في الجهة المقابلة و تمتم لي بصوت خافت و بشيء من القلق .. » ألم تسمع شيئا ؟ هناك أصوات تأتي من أسفل الجرف .. من بين الأمواج .. إنها أصوات نسوية .. أنصت .. انتبه جيدا .. 

فقلت في نفسي متعجبا .. » أصوات نسوية ..؟ و بهدا المكان بالذات ..؟ و في هدا الوقت المتأخر من الليل ..؟ دلك ما لم أجده من المعقول .. كتمت أنفاسي و حاولت أن أصغى بدقة ..كان يسيطر على المكان هدوء تام .. و كان الجو لطيفا يعبق برائحة البحر المنعشة .. قلت لصديقي .. » لا أسمع شيئا .. إنها مجرد هواجس  » . قال بإلحاح .. » كلا..كلا..فأنا متأكد ..إنها أصوات ..قد سمعتها بأذني  .ثم أضاف قائلا..اقترب من هنا و سوف ترى ..                                 

 لا أحب أن يزعجني أحد أثناء الصيد .. و ها هو صديقي يقاطعني في خلوتي و تأملاتي ، و يلح علي أن أتبعه إلى ركنه لإدراك تلك الأصوات . لم تكن لدي رغبة في التحرك من مكاني .  ترددت قليلا .. ثم استجبت لدعوته حتى أطمئنه فوضعت القصبة و الصنارة جانبا و صاحبته نحو الاتجاه المذكور .  لما وصلنا الى الجهة الجانبية للجرف قال لي « ط »  مجددا و بصوت خافت .. »أنصت .. أنصت جيدا .. أنظر هنا ك أسفل الصخرة عند الشاطئ وسط الأمواج .. هناك كائنات غريبة .. أني أسمعها »  

وجهت سمعي و بصري من جديد نحو المكان المشبوه .. حبست أنفاسي .. و انصيت مرة أخرى .. 

عجبا .. إنها حقا أصوات ..ضعيفة .. خفيفة .. مبهمة .. تصل إلينا عبر الجرف .. حسيس غريب تلفه المويجات الصغيرة المتلاطمة في ظلمات الليل

بقلم .. محمد نيار                             







Génération Citoyenne |
machinesabois |
1954-1962 : "Hed Thnin !" |
Unblog.fr | Annuaire | Signaler un abus | ruecanonge.monde
| FCPE Lionel Terray
| LUGAR DO DESENHO-LIEU DU DE...